[color:82a3=blue][size=18][i][b][img]
http://www.cafeh.co.cc/3/filemanager.php?action=image&id=89[/img] استبدلت عائلة احمد القواسمة ظهر الاحد الماضي تحضيراتها للاحتفال بشهادة
تفوق الابن محمد (13)عاما في دراسته.. بنصب بيت لتلقي العزاء بوفاته
استبدلت عائلة احمد القواسمة ظهر الاحد الماضي تحضيراتها للاحتفال بشهادة
تفوق الابن محمد (13)عاما في دراسته.. بنصب بيت لتلقي العزاء بوفاته جراء
غرقه في مسبح مدينة الحسن الرياضية /اربد.
محمد الذي أصر على والده مرارا التسجيل في الدورة التدريبية التعليمية
للاطفال التي عقدها مسبح المدينة لم يكن يدرك أثناء ذهابه للمسبح أنه يسير
في خطوات سريعة الى طريق اللاعودة.
الطفل الذي لقي حتفه في اول حصة تعليمية في السباحة بدأ تدريبه في بركة
عمقها خمسة امتار لا تتوافر فيها سبل الحماية العامة ودون اية إرشادات
مسبقة من المدرب وأول درس له كان القفز عن المنصه "الرفاس" التي كانت أول
واخر قفزة له.
و بدموع حزن غلفتها الحسرة والالم قال والد محمد لـ عمون :"قتلوا محمد
قتلوا سندي وقصموا ظهري" وأضاف الوالد المفجوع بفلذة كبده أنه يؤمن بقضاء
الله وقدره الا أن الاهمال والتسيب في مدينة الحسن كانا سببا مباشرا في
وفاته وخسارة العائلة.
وفي عودة ليوم الوفاة قال الوالد أن طفله ذهب في يومه الاول الى المسبح بعد
أن قام بتسجيله في دورة تدريبية على مضض وبعد أن تأكد من أن ولده سيكون في
مأمن نتيجة تطمينات أحد الموظفين الذي أشار له أن المسبح يؤمن منقذا خاصا
لكل طفل.
و قال الوالد الذي استفاض بالحديث عن أخلاق طفله وتفوقه العلمي أنه وفي
صباح الاحد استيقظ ليجد ابنه قد غادر البيت الى المسبح دون مرافقته عكس ما
اتفقا عليه سابقا مشيرا الى أن لهفة طفله على البدء بالدورة دعته الى ذلك
التصرف.
وأضاف الوالد أن هاجس الخوف على طفله تملكه لاكثر من مرة مما دفعه للذهاب الى المسبح الا أنه وتحت ظرف خاص اضطر للعودة لمنزله.
وبعد لحظات صمت لم تخلو من دموع أفصحت عن مدى الفاجعة التي ألمت بوالد فقد
ابنه البكر تابع الوالد أنه تلقى عند الساعة الثانية عشر ظهرا مكالمة سيبقى
صداها يتردد في نفسه مدى الحياة تفيد بأن طفله أصيب أثناء تدريب السباحة
وعليه مراجعة مستشفى الاميرة بسمة على الفور وعندها أدرك الوالد أن ابنه قد
فارق الحياة حسب احساس ابوي تغلغل في اعماقه.
وأكد الوالد انه بصدد رفع دعوى قضائية بحق ادارة المدينة التي أصبحت وبالا على اهل اربد بعد أن كانت متنفسهم الوحيد –حسب الوالد–.
وشدد الوالد على انه لن يتنازل عن حق طفله بفنجان قهوة مشيرا الى انه يعتبر
كل من يتصدر جاهة تطالبه بإسقاط حق طفله شريك في الجريمة التي أدت الى
وفاة محمد.
أما والدة محمد المكلومة والتي لم تتوقف خلال حديثها لـ عمون عن احتساب
طفلها عند الله قائلة :"ذهب تعبي في تربية طفلي في شربة ماء.. ابني قتله
اهمال المدرب".
وتابعت الام التي كانت تحتضن بخوف والم رضيعتها "ملك" شقيقة محمد الوحيدة
أن ما حصل لابنها استهتار بارواح الناس مطالبة ادارة المسبح باتخاذ اجراءات
وقائية للحيلولة دون وقوع حوادث مشابهة لحادثة محمد.
وفي تفاصيل الحادثة أكد رئيس قسم المسابح المدرب في المدينة يحيى بني رشيد
لـ عمون أن محمد وبعد أن قام بالقفز من على "الرفاس" تعرض الى الغرق للحظة
تحت الماء مما استدعى مدربه مصطفى –الموقوف في سجن قفقفا على خلفية
الحادثة– للامساك به الا أنه لاحظ أن محمد بدأ يعاني من تشنجات فقد وعيه
على أثرها -علما ان تقرير الطب الشرعي الاولي أظهر أن سبب الوفاة الغرق–.
وأضاف بني رشيد أن محاولته لإجراء الاسعافات الاولية للطفل باءت بالفشل
مشيرا الى ان الظروف لعبت في اتجاه معاكس لإنقاذه بعد تأخر وصول سيارة
إسعاف الدفاع المدني – الملاصق للمدينة لمدة ربع ساعة لتعطل السير بسبب
مواكب تخريج طلبة احدى الجامعات في المنطقة.
وفيما يتعلق بكيفية السماح لطفل بالقفز عن الرفاس في اول حصه تعليمية له بالسباحة اجاب بني رشيد أن هذا امر مؤسف وخاطئ.
وحول ارشادات السلامة العامة وتهيئة المتدربين الجدد للتعامل مع المسبح لم
ينكر بني رشيد عدم توفرها في المسبح مؤكدا أن المدربين لا يقدمون النصائح
الارشادية اللازمة للمتدربين قبل البدء بالتمرين.
وفي سؤال عن سبب تدريب الاطفال في بركة عمقها خمسة امتار بالرغم من وجود
مسبح ملاصق له عمقه متران قال بني رشيد ان البركة ذات المترين مساحتها اكبر
وتخدم العديد من المشتركين لانها تستوعب اعدادا كبيرة من الاشخاص وعليه
فان ادارة المسبح لا تستطيع حرمانهم من التمتع بحقهم في السباحه مشيرا الى
أن سباحة الاطفال في بركة عميقة لا تؤثر على سلامتهم.
وبالرغم من تصريحاته بأن المسبح كان يتدرب فيه خمسة عشر طالبا الا أن
المدرب محمد شرمان اكد ان المسبح كان فيه 45 طفلا توزعوا على ثلاثة اقسام
من البركة كل قسم يشرف عليه مدرب واحد.
من جهته أقر مدير مدينة الحسن الرياضية د.عاطف رويضان بوجود خلل في ادارة
المسبح مشيرا الى أن حادثة الوفاة أظهرت هذا الخلل بشكل جلي لا يحتاج الى
المداهنة.
وكشف رويضان انه تم تشكيل لجنة داخلية للتحقيق في الحادثة والوقوف على
مسبباتها مشيرا الى أن المدربين والمنقذين بحاجة الى اعادة تأهيل إضافة الى
ضرورة توفير كافة سبل الحماية للمتدربين وهذا ما ستقوم ادارة المدينة
بعمله في اسرع وقت.
ومن الجدير بالذكر أنه وفي اليوم الثالث لوفاة محمد لاحظت مراسلة عمون
وأثناء تواجدها في المسبح وجود طفل لا يتجاوز الستة سنوات يلهو بعيدا عن
اعين المدربين والمنقذين على منصة ذات البركة -التي لفظ فيها محمد انفاسه
الاخيرة-.
وكان اقرب مدرب بعيد عن الطفل ما يتجاوز الخمسة امتار يراقب بركة اخرى
اختلط بالسباحة فيها اطفال لا تتجاوز اعمارهم السادسة مع شباب تعدوا
الثلاثين من اعمارهم.
وعندما استهجنت المراسلة مايجري اجاب المدرب "لا تخافي هذا طفل ماهر بالسباحة وهذه اول مرة ارى طفلا يلهو على "منصة"؟!!!.[/b][/i][/size][/color]