[center][i][b][size=18]الوقفة السادسة أخي الصائم: إن حسن الخلق درجة عالية يبلغ بها المسلم قرب المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن للأسف الشديد هناك من الناس من يسوء خلقه في شهر رمضان خاصة فهو لا يريد أن
يتحدث إليه أو أن يتكلم مع أحد ولا يتحمل أي خطأ سواء في البيت أو الشارع. قال الله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً} [الفرقان]. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم» [رواه أبو داوود]، قالالحسن البصري رحمه الله: " من ساء خلقه عذب نفسه ".الوقفة السابعةأخي الصائم: إن هذا الشهر الفضيل فرصة عظيمة للمؤمنين ليتزودوا من فضائل الأعمال، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]. ومن القيام صلاة التراويح وهي سنة ثابتة فعليك أن تحافظ عليها مع الإمام حتى ينصرف، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «إن الرجل إذا صلّى مع الإمام حتى ينصرف حسبت له قيام ليلة» [رواه أبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه].والبعض من النّاس هداه الله يفرط في صلاة التراويح وربما أنه يصلي ركعتين ثم ينصرف وكأنه بهذا التصرف يبخل على نفسه بهذا الأجر والفضل، فعليك أخي المبارك استغلال الشهر العظيم، فأيامك معدودة فالبدار البدار قبل حلول هادم اللذات ومفرق الجماعات.الوقفة الثامنةأخي الصائم: إن من مزايا شهر رمضان أن فيه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:1-5] فاحرص بارك الله فيك على اغتنام هذه الليلة الفضيلة التي من فضائلها: 1- أنها نزل كتاب الله فيها. 2- أنها خير من ألف شهر. 3- أنها لكثرة بركتها تتنزل الملائكة والروح فيها وهذه الليلة سلام من العقاب والعذاب إذا قام العبد بما أمره ربه.وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحراها في العشر ا لأواخر وهي في أوتار العشر أوكد فاحرص على تحري هذه الليلة وإياك من التسويف فإنه أهلك من كان قبلك.الوقفة التاسعةأخي الصائم: إن هناك من الإخوة من يحرص على العمرة في رمضان وهذا بلا شك فضل عظيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي» [متفق عليه].وأحب أن أنبه على بعض الملاحظات التي تقع من بعض الأخوة الذين يقومون بأداء العمرة وهي: 1 - إن بعض الإخوة يعتمر في رمضان وقد يترك أولاده وأهله دون مسؤولية أو رعاية وهذا بلا شك غير صحيح فلا يقدم المندوب على الواجب. 2 - وبعض الأخوة قد يأخذ أهله وأولاده إلى الحرم وهذا طيّب ولكن تجده يقضي جُلّ وقته في الحرم وأولاده يتسكعون في الأسواق أو يعبثون في الشقق ولا يراهم إلاّ عند الإفطار أو السحور وبقية الوقت لا يعلم عنهم شيئاً فحتى لا تقع في هذا الأمر عليك أن تأخذ الحيطة والحذر وأن تهتم بالجوانب كلها فلا تأخذ جانب وتترك جانباً آخر قد يكون أهم منه.الوقفة العاشرةأخي الصائم: إنّما الأعمال بالخواتيم وأعني بذلك هو زيادة العمل في العشر الأواخر من رمضان وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن مسلم: «كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره» وكان يوقظ أهله ويجد ويشد المئزر فاجتهد أخي بارك الله فيك في زيادة العمل ولا تكن من الذين يجتهدون في أول شهر رمضان ثم يتراجعون رويداً رويداً حتى إذا جاء آخر الشهر الذي فيه مضاعفة الأجر والثواب بدأ يتكاسل عن قراءة القرآن وآداء صلاة التراويح والقيام.أخي الصائم.. اقتد بالذي أمرك الله بالاقتداء به، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب].وأخيراً نسأل الله عز وجل أن يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يغفر لنا ذنوبنا ويفرّج همومنا إنّه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحب أجمعين[/size][/b][/i][/center]